ألف ليلة وليلة تتشابه الأحداث ولكن المكان والزمان مختلفان فقد استعاد سعودي بصره ليلة زفافه بعد واحد وعشرين عاماً من الظلام, وبعد أن فقد كل أمل في عودة بصره إليه مرة أخرى, (علي عبد الله الزهراني) والبالغ من العمر إحدى وأربعين سنة فقد بصره حين كان عمره عشرين عاماً, وقد أكد الأطباء المعالجون له صعوبة علاجه وعدم وجود أي أمل في عودة بصره مرة أخرى, مشيراً إلى أنه قضى شهوراً محتجزاً داخل المستشفى لعله يبصر النور من جديد, ثم قضى سنوات طويلة يتناول فيها أصنافاً عديدة من الأدوية إلى أن فقد الأمل في العلاج, لكن رحمة الله واسعة وأعاد الله له بصره من دون جراحة أو علاج طبي ليبصر وللمرة الأولى بعد واحد وعشرين عاماً من العمى..
< بداية نرجو منك أن تحدثنا عن حالتك، وكيف فقدت بصرك؟
كنت أتمتع بنعمة البصر مثل غيري من الناس ولكن شاء أمر الله أن أفقده فجأة, حيث أظلمت الدنيا أمامي، فما كان مني إلا أن صبرت واحتسبت على قضاء الله وقدره, وجاءت المحاولات العلاجية للبحث عن أسباب هذه الحالة وطرق علاجها لكنها كلها باءت بالفشل إلى أن شاء الله, وأعاد إليّ بصري كما كان.
< ما هو شعورك عندما عاد لك بصرك فجأة؟
كانت أول مرة أرى فيها وجهي بعد عشرين عاماً وكأنني أعيش حلماً جميلاً, لم أصدق نفسي لقد أمست الحياة أمامي صعبة وأنا مازلت في بداية حياتي، أراد الله لي أن أبصر هذه الحياة وأرى الناس, الحمد لله على منحته, والشكر لأهلي على مساعدتهم لي أثناء فترة إعاقتي, صعب أن أتخيل الذي حدث, لقد كانت بمثابة المعجزة حتى أن الطبيب المعالج والذي يتابع حالتي ذهل ولم يصدق، ومازلت إلى الآن ورغم مرور شهر على إبصاري لا أستطيع أن أصف فرحتي العارمة وذهولي بما حدث.
< لماذا تأخر زواجك كل هذه السنوات؟
لا بد من وجود أرض خصبة للزواج, وأهم العوامل التي تساعد في نجاحه هو وجود القناعة عند الشريك, فكل من تزوج عن قناعة لم يجد مشكلة وحياته مستقرة وهادئة, وزواج المعوق ضرورة ملحة لأنه يحتاج إلى من يساعده وهو وسيلة لاستمرار حياته, فالإنسان العادي يحتاج إلى من يكمّله فكيف بالمعوق؟ خطبت الكثيرات ولكنني فشلت.
< ولماذا فشلت؟
لديّ أربع تجارب فاشلة ناتجة عن موقف الأهالي من كلا الطرفين من هكذا زواج, ممّا ساهم في تشكيل قناعتي بعدم الزواج إلا من معوقة, فقد طرقت عشرات الأبواب بنيّة الزواج وقوبل طلبي بالرفض.
< يعني ذلك أن زوجتك الحالية معاقة؟
نعم زوجتي لديها إعاقة بصرية.
< كيف التقيت بزوجتك؟
قام بترشيحها أحد أقاربي وبعد أن خطبتها شعرت بحنانها وحبها فهمت بها حبا وتزوجتها.
تفاصيل المعجزة
< ماذا تخبرنا عن تفاصيل هذه المعجزة؟
تمكنت من رؤية عروسي ليلة زفافي بفضل الله حيث ذهبت إلى الحمام ونزعت النظارة لأغسل وجهي, وعندما رفعت رأسي إلى أعلى اصطدم بماسورة الحوض عندها شعرت بارتجاج شديد في الرأس, وما هي إلا لحظات حتى نظرت أمامي في المرآة وشاهدت انعكاس صورتي عليها, فلم أصدق نفسي فأخذت أصيح كالمجنون وأسجد شكراً لله, واتصلت بعائلتي وأخبرتهم فلم يصدقوا في البداية حتى حضروا جميعاً, وتأكدوا من ذلك, وأصبح باستطاعتي رؤية زوجتي التي طالما حلمت كثيراً بها.
< برأيك ما هي أسباب عودة بصرك؟
أنها مشيئة الله ولا راد لمشيئته والشكر لله على نعمة البصر التي عادت إليّ.
< ما موقف زوجتك؟
كانت سعيدة جداً لعودة بصري إلا أنها شعرت بالخوف وطالبت بالطلاق.
< ولماذا طالبتك بالطلاق وقد أشرت بأنها كانت سعيدة بإبصارك؟
ظنت بأنني سأغير رأيي في زواجنا بعد رؤيتي لها فهي ترى أنه يجب عليّ أن أتزوج فتاة ليست معاقة مثلها.
< وما موقفك من ذلك؟
رفضت كلامها وأكدت لها أنها زوجتي الوحيدة وستظل كذلك حتى وفاتي فهي رضيت بي وأنا معاق وأنا سأقبل بها وهي ضريرة وسأسعى إلى إسعادها فلكل شيء سبب وهي كانت السبب بعد الله في عودة بصري.
ود متبادل
وفي المقابل التقت « سيدتي» بالزوجة ( نورة) سبعة وعشرون عاماً
< ما هو شعورك حول استرجاع زوجك لبصره؟
أنا سعيدة بذلك, رغم أنني كنت متخوفة جداً وقلقة من أن أفقد فرصتي بالارتباط به، خصوصاً وأن الزواج كان حلم حياتي؛ فقد كنت أحلم دوماً بأن أنجب أطفالاً سليمين من شخص لديه نفس إعاقتي, ولكن رحمة ربي وسعت كل شيء.
< كيف تصفين لنا الحياة بينكما الآن وخاصة بعد أن أصبح هو سليم النظر وأنتِ ضريرة؟
حدث ودٌّ متبادل بيني وبين زوجي, ونعيش في جو من الحب والوئام، وربما كانت طاعتي واحترامي له سبباً في قبوله لإعاقتي. تحقق حلم حياتي وأنا سعيدة بذلك؛ فقد رزقت بطفل سليم، وأحيا حياة سعيدة، كما يبدو أن زوجي لم يَعُد يشعر بإعاقتي؛ فقد اعتاد الأمر، فضلاً عن اهتمامه الشديد بتربية طفلنا، وعلى حد علمي فهو يشعر بسعادة في حياته معي؛ لأنه لم يُبْد غير ذلك.
الأربعاء يناير 07, 2009 6:55 pm
